فيلم يروي قصة المحامي الفرنسي الذي يشتهر بمرافعته العنيدة امام القضاء الاستعماري الفرنسي لانقاض جميلة الجزائرية من الاعدام ليتزوج منها.
وينفي الفيلم من خلال عدة شهادات ما يعتقد به معظم الفرنسيين حول ان فيرجيس اختفى الى جانب بول بوت زعيم الخمير الحمر.
ويلمح الوثائقي الى علاقة المحامي الفرنسي مع الفلسطينيين كما يرد في شهادات بعض الاشخاص الذين عرفوه او سمعوا عنه مثل رئيس حزب الكتائب اللبنانية كريم بقرادوني الذي يروي انه سمع الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات يقول للمسؤول عن امنه في منظمة التحرير حسن سلامة في ايار/مايو 1973 "تابعوا مع فيرجيس".


ويقول احد اصدقائه انه من غير الممكن ان لا يكون لهذا المحامي ارتباطات بالاستخبارات الفرنسية والا لما كانت عودته بهذه السهولة بعد اختفائه ثماني سنوات.

وكان شيوعيا درس المحاماة في باريس ثم انتقل الى الجزائر حيث ناهض الاستعمار الفرنسي.
في الجزائر اشتهر هذا المحامي خلال مرافعته دفاعا عن المناضلة جميلة بوحيرد حيث عاند القضاء الفرنسي الاستعماري بطريقة استفزازية دفعته مرات لانشاد النشيد الوطني الجزائري امام المحكمة في محاولته لانقاذ جميلة من حكم الاعدام ونجح في ذلك ليتزوج منها لاحقا وينجبا ولدين.
ويبدو ان فيرجيس الذي اعتنق الاسلام حين تزوج من جميلة بوحيرد، كان يستخدم اسما حركيا هو "منصور".
وكان ارتباط فيرجيس بالجزائر اوصله الى القضية الفلسطينية حيث اوفده الجزائريون للمرة الاولى الى اسرائيل للدفاع عن سجين فلسطيني لكنه طرد حال وصوله المطار
.
ومن النقاط المهمة التي يؤكدها الفيلم هي العلاقة التي ربطت بينه وبين كارلوس وجماعته بالاستناد خاصة الى ارشيف المخابرات في المانيا الشرقية حيث تورد المعلومات ان فيرجيس التقى كارلوس وجماعته اكثر من مرة في وقت ظل فيه المحامي ينفي ذلك.
ويذهب الفيلم الى ان هدف كارلوس الاساسي من كل العمليات التي قام بها ليس النضال بجانب الفلسطينيين وانما الحصول على المال من الدول العربية النفطية.
ويؤكد مخرج "محامي الرعب" ان وديع حداد كان "ابو الارهاب الدولي" وان فرنسا شهدت الارهاب الاسلامي قبل الولايات المتحدة في العملية الفاشلة التي شارك فيها انيس النقاش واستهدفت رئيس الوزراء السابق في حكومة الشاه شهبور بختيار في باريس وسجن على اثرها النقاش.
لكن الفيلم يوضح ايضا ملابسات العملية ودوافع ايران على تنفيذها لرفض فرنسا اعادة مبالغ تقدر بمليارات الدولارات كان الشاه منحها لفرنسا لبناء مفاعل نووي سلمي ورفضت فرنسا اعادتها لايران بعد الثورة الايرانية.

ويرفع فيرجيس اثر ذلك قضية ضد الموساد في فرنسا لم تصل ابدا الى نتيجة.
ومن النقاط التي يعيدها الشريط الى الاذهان كيفية ارتباط معاداة الامبريالية والمصالح الاميركية في العالم والتأييد لفيتنام بكل الخلايا الثورية عبر العالم في حينه.
ويحاول الشريط متابعة الدوافع التي جعلت فيرجيس يقوم بهذه الخيارات في حياته المهنية وهو يسأل في الشريط: "هل انت مستعد للدفاع عن هتلر"، فيجيب بسرعة بديهة ملفتة "ومستعد ايضا للدفاع عن بوش اذا ما اعترف بجرائمه".
لكن المشاهد يخرج من هذا الفيلم مع مزيد من الاسئلة عن حياة هذا المحامي غير العادي وعن كل تلك الارتباطات والخيوط والعلاقات بين الدول.
وانتجت الفيلم اللبنانية ريتا داغر عبر شركتها للانتاج "يللا فيلم" التي تريد العمل على "مشاريع جديدة وخاصة ان تسهم في تطوير العلاقات الدولية".
"محامي الرعب" شارك في تظاهرة "نظرة خاصة" في مهرجان كان السينمائي هذا العام وقدم مساء الخميس في باريس ضمن عرض خاص يسبق خروجه الى الصالات المقرر في 6 حزيران/يونيو.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire