
عرف بوجاهة رأيه ورصانة مواقفه وحظي بمحبة كبيرة من زملائه المحامين من كافة التيارات السياسية والأيديولوجية، هو الأستاذ "الهادي التريكي" المحامي لدى التعقيب ومدير المعهد الأعلى للمحاماة. استقبلنا اليوم بكل رحابة صدر وكان لنا معه الحوار التالي:
فالمحامي التونسي مطالب ببذل الجهد والعطاء والتسلح بالعلم والتقنيات الحديثة ليتمكن من ولوج الأسواق الخارجية وتصدير معلوماته وخدماته أينما أراد أن يتوجه ولهذا الغرض فإن التكوين بالمعهد منصب في هذا الاتجاه الأساس ناهيك وأننا ضبطنا توجهات تحديثية من شأنها أن تجعل المحامي التونسي قادرا على المنافسة أينما وجد.
* لو تقدم نفسك لقراء "التونسية؟
- الأستاذ "الهادي التريكي" محام لدى التعقيب ومدير المعهد الأعلى للمحاماة.* كيف تقيمون عمل المعهد الأعلى للمحاماة بعد مرور عامين عن انبعاثه؟
- بعد مرور سنتين من انطلاق نشاط المعهد يصعب الحديث عن تجربته لأنها تجربة فتية جدا. فالمعهد بصدد إنجاز عمل مهم على مستوى التكوين الأساسي والذي يرتكز في مجمله على التطبيق. وقد كان لخريجي أول دفعة يوم 15 جويلية 2010 الصدى الطيب في أوساط المحاماة. والعمل داخل المعهد مشترك يقوم على مجموع تظافر مجهودات كلّ من الإدارة أو الإطار البيداغوجي.* هل ساهم المعهد الأعلى للمحاماة في القضاء على بعض الخلافات التي كانت سائدة حول توحيد المدخل؟
- أولا بعث المعهد هو طلب من المحامين حول توحيد المدخل وهذا الطلب تداولته الهيئات المتتالية منذ سنة 1992 وبفضل الإرادة السياسية الصادقة تم بعث هذا المشروع المهم الذي من شأنه أولا أن يرفع من مستوى المحاماة التونسية والارتقاء بها إلى الأفضل وجعلها مواكبة لمتطلبات العصر والعولمة خاصة ونحن مقبلون على تحرير الخدمات سنة 2012.فالمحامي التونسي مطالب ببذل الجهد والعطاء والتسلح بالعلم والتقنيات الحديثة ليتمكن من ولوج الأسواق الخارجية وتصدير معلوماته وخدماته أينما أراد أن يتوجه ولهذا الغرض فإن التكوين بالمعهد منصب في هذا الاتجاه الأساس ناهيك وأننا ضبطنا توجهات تحديثية من شأنها أن تجعل المحامي التونسي قادرا على المنافسة أينما وجد.
* كيف يمكن للمعهد أن يساهم في الحد من ظاهرة الاكتظاظ والمركزية المطلقة؟
- أولا وبالذات الانتماء الى مهنة المحاماة هو من حق كل تونسي مهما كان وضعه الاجتماعي والاقتصادي. والمحاماة التونسية اليوم هي محاماة شابة أي أن المعدل العمري للمحامين الشبان يتراوح بين 30 و 40 سنة أي أن نسبة 80% من المحامين اليوم هم شبان. وهذا دليل على أن المحاماة التونسية تستقطب نسبة كبيرة من الشباب وأصحاب الشهائد العليا في القانون. وقد سجلت المحاماة التونسية سنة 2010 قرابة 1000 محام وهو عدد قياسي سوف يتغير بعد أن يعدل المعهد الأعلى للمحاماة نسبة الدخول السنوي للمحاماة التي سوف تتراوح بين 150 و 170 محاميا سنويا وهو عدد معقول مقارنة بالعدد الهائل الموجود حاليا.* كيف يتم تحديد وضبط حاجيات المهنة من الوافدين الجدد؟ وهل يتدخل المعهد في ذلك أم ان الوزارة هي التي تحدد الأعداد؟
- لا دخل للوزارة في تحديد عدد الوافدين الجدد على المهنة. فالمعهد الأعلى للمحاماة هو فعلا مؤسسة عمومية تخضع لإشراف وزارة العدل وحقوق الإنسان ووزارة التربية لكن توجهاته مستقلة حيث يتم تحديد نسبة الوافدين من المحامين بموجب المناظرة وفي حدود البقاع التي هي 180 مقعدا سنويا.* هل يساهم المعهد في حل الإشكاليات المتعلقة بالمحامين المتمرنين خاصة والبعض منهم يتذمر من سوء الوضعيات في مكاتب التمرين؟
- يبقى المحامي سواء كان متمرنا أو لدى التعقيب محاميا يستحق التقدير والمعاملة الحضارية. فصحيح أن هناك اكتظاظا حيث يفوق طلب التمرين العرض وهو ما من شأنه أن يخلق اضطرابا في فترة التمرين لكن الهيئة والفرع جادين في تحسين ظروف المحامي المتمرن وإيجاد الحلول الملائمة والكفيلة لضمان فترة تمرين مقبولة. وأنا أتوجه إلى كافة زملائي المحامين المتمرنين أن يحافظوا على مكانة المحاماة وأن يتعاملوا مع مكاتب التمرين كمحامين مسؤولين لأن المحامي المشرف لا بد أن يوفر المناخ الملائم للمحامي المتمرن الذي ومن جهته لا بد ألا يقلل من شأنه وأن يعتني بجدية بالملفات المكلف بها فالمسؤولية بينهما مشتركة.* أين وصلت قضية صندوق المحامين؟
- هذا من اختصاص مجلس إدارة الصندوق.* هل تعتقدون أن الاتهامات التي كانت موجهة إلى العميد السابق الأستاذ "البشير الصيد" في محلها ووجيهة أم كانت مجرد مناورات انتخابية؟
- كنت أنتمي إلى مجلس الصندوق وكاتبا عاما للهيئة الوطنية للمحامين وكنت صرحت سابقا على أعمدة الصحف وبعض وسائل الإعلام الأخرى وعلى مسمع الزملاء أن ما نسب للعميد السابق "البشير الصيد" لم يكن لا من باب المناورات الانتخابية و لا من باب الاتهامات ولا يتعلق الأمر بالاختلاس أو الاستيلاء وإنما الأمر يعود إلى إخلال في التسيير لا أكثر وقد اخذ المجلس الحالي الإجراءات اللازمة وهو أدرى بكل ما يهم الصندوق.* ما هي أبرز المآخذ على فترة عمادة "البشير الصيد" خاصة وأنكم كنتم في عضوية الهيئة ومن أشد المعارضين له؟
- علاقتي بالسيد العميد السابق هي علاقة ود واحترام وإلى حد الآن علاقتنا لا يشوبها أي توتر وأنا أكن له الاحترام والتقدير فهو عميدي واختلافي معه هو اختلاف في وجهات النظر من حيث التسيير ومن حيث أخذ القرار ولا وجود لخلاف سياسي بيننا.* كيف تقبلتم انتخاب الأستاذ "عبد الرزاق الكيلاني" للعمادة؟ وهل كنتم من مناصريه في الحملة الانتخابية؟
- كنت من الأوائل الذين هنؤوا العميد "عبد الرزاق الكيلاني" بفوزه في العمادة وصندوق المحامين في اختياره للأستاذ "عبد الرزاق الكيلاني" لم يختر محاميا أجنبيا وإنما اختار محاميا تقلد مناصب مهمة سواء على مستوى الفرع أو الهيئة أو جمعية المحامين الشبان أما إن كنت من مناصريه أم لا فهي مسألة سرية وخاصة.* ما هي الشروط التي تراها ضرورية لدى العميد؟
- لا بد لعميد المحامين أن يكون إنسانا موضوعيا لأنه أب المحامين ورب العائلة ويجب أن يجعل نصب عينيه المصلحة العليا للمحاماة دون سواها بقطع النظر عن انتمائه السياسي أو وضعه الاجتماعي أو غيره.* لو شغلت منصب العميد علام تركز في برنامجك الانتخابي؟
- أولا الاعتناء بالبحث العلمي، ثانيا التعامل مع المؤسسات الجامعية باعتبارها دافعا كبيرا للنهوض بالبحث العلمي وتوفير المادة القانونية للمحاماة لأن أساتذتنا الجامعيين جلهم محامون وهذا أمر إيجابي بالنسبة إلى المحاماة. ثالثا الاعتناء بفترة التمرين لأن هذه الفترة هي مفتاح نجاح المحامي المقبل على المهنة فلا بد أن نفتح أمامه أبواب النجاح وذلك بتوفير مكتب لائق للتمرين حسب الإمكانيات والتشبع بأخلاقيات المهنة وتقاليدها وأعرافها وتاريخها. رابعا تحديث آليات العمل منها بعث مواقع إلكترونية والتفتح على اللغات الأجنبية خاصة منها الإسبانية والإنقليزية والتكوين المستمر للمحامين المباشرين. وفي هذا الشأن سيبدأ المعهد الأعلى للمحاماة بداية من شهر جانفي 2011 التكوين المستمر وسيكون ذلك بالتعاون مع الهيئة الوطنية للمحامين وفروعها.* "الهادي التريكي" عرف بلونه السياسي التجمعي، كيف تتعامل مع الزملاء الذين ينتمون إلى تيارات أخرى؟
- أنا أنتمي إلى حزب حرر البلاد ونهض بها وجعلها في مستوى الدول التي ترتقي إلى الأفضل وأتعامل مع زملائي المحامين الذين ينتمون إلى تيارات أخرى تعاملا حضاريا أساسه الزمالة ولا يهمني لونها السياسي باعتبار أن تونس هي بلد التعددية والتعايش والاعتدال.* علاقتكم بالإعلام؟
- أنا احترم الإعلام وأقبل النقد عندما يكون بناء وموضوعيا ولا أتحامل على أي خبر حتى لو كان ضدي لأن ذلك من حق كل صحفي بشرط أن يكون هذا الأخير غير منحاز لشق على آخر.* ما هو موقفكم من الصحافة الإلكترونية؟
- تعد الصحافة الإلكترونية من المجالات الحديثة والسريعة حيث يصل الخبر في وقت قياسي خاصة وأن الأنترنات زارت جميع البيوت التونسية تقريبا وما الصحافة المكتوبة اليوم إلا مكملا ومتابعة للصحافة الإلكترونية التي تبادر بنشر الخبر.شافية إبراهمي
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire