samedi 12 mars 2011

الحبيب بورقيبة ذاكرة شعب

Bourguiba, Habib ben Ali
ولد بورقيبة في 3 أوت (أغسطس) 1903 بالمنستير، وهو أصغر إخوته وأخواته الثمانية. كان والده ضابط في جيش الباي وتنتمي عائلته للطبقة المتوسطة بالساحل التونسي. أرسل إلى تونس عند أخيه الأكبر عن عمر يناهز الخمس سنوات للدراسة. زاول بورقيبة تعليمه الابتدائي والثانوي بالمعهد الصادقي ثم بمعهد كارنو.
مصحوبا بشهادة البكالوريا، سافر إلى باريس لدراسة القانون بنية مكافحة الحماية الفرنسية.
عاد الحبيب بورقيبة إلى تونس سنة 1927 مصحوبا بشهادة تخول له ممارسة مهنة المحاماة. ينخرط في الحركة السياسية ملتحقا بصفوف الحزب الدستوري (الحزب الوطني الذي ينادي بالعودة إلى القيم التونسية التقليدية) ومتعاونا مع صحيفة ليتوندار تونيزيتان (المدى التونسي) قبل أن يبعث جريدة الحركة التونسية سنة 1932.
في وقت قصير تحقق هذا القائد الجذاب ذو اللسان الفصيح من أن تحرير بلاده لن يتم على يد السياسيين منعزلين ومتخوفين من القوى الشعبية.
في سنة 1934 انفصل عن الحزب الدستوري القديم للشيخ عبد العزيز الثعالبي منشأ مع مجموعة من الشباب الحزب الدستوري الجديد. بعد بضعة أشهر فقط من العمل السياسي والاتصال المباشر مع الجماهير، أمر المستعمر الفرنسي العميد مرسال بايروتون بسجن وبإيقاف "المشاغبين" ونفيهم إلى الجنوب التونسي، امتد الإيقاف حتى سنة 1936.
بعد إيقافه من جديد حرره الألمان سنة 1942، إلا أنه رفض الوقوف إلى جانب قوى المحور. "ألمانيا لن ولا يمكنها ربح الحرب" هذا ما كتبه قبل الخروج مباشرة من السجن في رسالة إلى رفيقه في الكفاح الحبيب ثامر: "آمر كل المناضلين بالاتصال بالفرنسيين القولستيين بغية التنسيق بين حركتينا السريتين. دعمنا يجب أن يكون كاملا وغير مشروط. إنها مسألة حياة أو موت بالنسبة لتونس ".
للأسف لم تأخذ السلطات الاستعمارية بعين الاعتبار مساندة حزب الدستور الجديد للمقاومة الفرنسية غداة هزيمة قوى المحور حيث عزل المنصف باي، أكثر البايات الحسينيين شعبية. في الأثناء، استقر المقام ببورقيبة في القاهرة حيث تردد بين سنتي 1945 و1949 على الأوساط الوطنية والمثقفة العربية. في سنة 1947 قام بزيارة للولايات المتحدة الأمريكية للدفاع على قضية بلاده، هذا بعد أن خذلته اتصالاته بالعالم العربي وتحديدا مع بالجامعة العربية، حيث تيقن من أن عليه أن يعول قبل كل شيء على مجهوداته الخاصة وعلى الحركات المعارضة للسياسات الاستعمارية في الغرب.
عند عودته من المنفى قام بزيارة كافة أنحاء البلاد التونسية لاستعادة التحكم من جديد في آليات الحزب الدستورب الجديد الذي أداره في غيابه نائبه ومنافسه المستقبلي صالح بن يوسف. بعد تجربة حكومية بمشاركة دستورية فاشلة فهم بورقيبة أن الطريق إلى الاستقلال مازالت طويلة. في جانفي 1952 تم إيقافه لتحريضه مواطنيه على مضاعفة عمليات المقاومة.
أخيرا يبتسم له الحظ في 31 جويلية 1954 عند قيام بيار منداس فرانس رئيس المجلس الفرنسي (الوزير الأول) بزيارة تونس وبالتصريح في حضور الباي في قرطاج بأن باريس لا تعارض استقلال تونس الداخلي.في 1 جوان 1955، عودة المنتصر الحبيب بورقيبة إلى تونس مباشرة إثر توقيع اتفاقيات تونسية فرنسية تعترف بالاستقلال الداخلي للبلاد. مهارته القيادية وإحرازه على السيادة المطلقة في الحزب الدستوري الجديد يدفعانه لإبعاد منافسه المؤثر صالح بن يوسف والمعارض للاستقلال الداخلي من الحزب ولنفيه.
إعلان الاستقلال في 20 مارس 1956 وبداية تطبيق سياسات الحبيب بورقيبة القلق أكثر فأكثر لإثبات صحة نظرية سياسة المراحل، خاصة بعد المساندة التي قدمها الرئيس المصري جمال عبد الناصر لصالح بن يوسف.
في سنة 1965 دافع من جديد عن سياسة المراحل تجاه إسرائيل حيث كان لخطابه التاريخي في جرش بالأردن وقع القنبلة، و الذي ناد فيه بالقبول بخطة الأمم المتحدة لتقسيم فلسطين إلى دولتين.
نزول متظاهرين إلى شوارع مدن عدة بالشرق الأوسط ووسائل الإعلام العربية تسدي له تهمة "عميل الاستعمار والرأسمالية".
أحدث بورقيبة منذ السنة الأولى لتوليه السلطة جملة من التعديلات التشريعية والتي انبثقت منها مجلة الأحوال الشخصية.
مجموعة القوانين الصادرة في 13 أوت (أغسطس) 1956 أعطت للمرأة حقوقا لا نظيرا لها في العالم العربي، إذ ألغى تعدد الزوجات والخلع، واشترط موافقة المرأة عند الزواج. جعلت هذه الثورة على أسس التمييز ضد المرأة من التونسيات الأكثر تميزا في المغرب العربي والشرق الأوسط.
في 25 جويلية 1957 أصبح أول رئيس للجمهورية إثر إلغاء النظام الملكي في جو من الفرحة الشعبية العارمة. واصل الحبيب بورقيبة مشروعه لبناء دولة حديثة مرتكزا على حزب تمثله خلاياه في كل جهات البلاد. ارتأى في مجانية التعليم الوسيلة الأفضل لمكافحة التخلف وبذل ما يقارب ثلث ميزانية الدولة لتحقيق ذلك. رغم اهتمامه في المقام الأول بتوسيع قاعدة الحزب وتشجيع الشباب على تحمل مسؤولياته السياسية، إلا أنه لم يعد بتطبيق الديمقراطية إذ تمثل من وجهة نظره، في المرحلة الحساسة لبناء الدولة وتنميتها تهديدا بالانقسام وإيقاظا "للعقليات القبلية والمتخلفة". اعتبر بورقيبة أن الطرق الوحيدة لتحقيق مشروعه للتنمية تمر عبر سيطرة حزبه على النقابات، للتحكم في الصحافة ومنع التعددية.
الإنجازات الكبيرة منذ الاستقلال:
- 14 أفريل 1956، تأسيس أول حكومة في تونس المستقلة.
- 13 أوت 1956: إدماج مجلة الأحوال الشخصية في البرلمان مما نتج عنه عدة حقوق للمرأة التونسية تعد مجهولة قبل ذلك من بينها: موافقتها للزواج، السن الأدنى للزواج، إلغاء تعدد الزوجات، حق الانتخاب،الطلاق المدني... الخ.
- 25 جويلية 1957: يعلن المجلس الوطني التأسيسي إلغاء الملكية وتشكيل الحكومة كان الحبيب بورقيبة أول رؤسائها.
- ابتدءا من 1957: بداية العمل ببرنامج الإصلاح الفلاحي وإلغاء الأحباس. توحيد وتونسة العدالة وتمكين سلطتها من الوسائل الحديثة والمتجانسة.
- في جوان 1958: بداية تجديد إصلاح التعليم بهدف الوصول إلى نظام تعليمي موحد وعام ومجاني يشمل كافة التونسيين في سن الدراسة.
- وضع برنامج شامل لبناء البنية التحتية الأساسية يقوم بتغطية المستشفيات العمومية ومد الطرقات لربط مختلف جهات البلاد وإنشاء السدود لإحكام التصرف في الموارد المائية والطاقة.


بقي بورقيبة على رأس تونس حتى 6 نوفمبر 1987 حين يتم عزله لأسباب صحية وذهنية من طرف وزيره الأول في تلك الفترة. قضى بورقيبة بقية أيامه في المنستير تحت الإقامة الجبرية حتى وفاته في 6 أفريل 2000.
تم دفنه في مقبرة عائلة بورقيبة في 8 أفريل 2000.

Aucun commentaire: