samedi 23 avril 2011

أخلاقيات الإسلام في مواجهة تحديات العصر

اللقاء السنوي الثامن والعشرون لمسلمي فرنسا من نيسان-أبريل- بمركز المعارض بال »برجي

 شدد الإسلام منذ ظهوره على تكريس القيم المعنوية و الأخلاقية من خلال تنظيمه للمجتمعات الإنسانية. فالإنسان مسئول عن نواياه وعليه أن يدبر بكل مسؤولية وذكاء هذه الأمانة التي هو مؤتمن عليها؛ألا وهي تعمير الأرض لكونه مستخلفا فيها. و اليوم،  يزداد شعورنا شيئاً فشيئاً بالحاجة الماسة إلى أخلاقيات تنظم علاقة الإنسان ببني جنسه و محيطه وبيئته والمجتمع بأسره، أي بكل المنظومات التي تنبني على أساسها علاقة المؤمن بخالقه كما يقرر ذلك الإسلام.
لقد ساهمت العولمة بشكل كبير في تقارب الشعوب والثقافات، و ذلك من خلال حرية انتقال السلع والخدمات والتكنولوجيا و رؤوس الأموال. فقد أثار هذا التقارب خصوصيات و تجليات كل ثقافة؛ فبدلاً من أن تبرز هذه  الخصوصيات و التجليات من خلال بحث صادق عن أصالة، نجدها غالباً ما تتنافس مقصيةً بعضها بعضاً. لكن يتعين في هذا السياق القول أنه أصبح من الضروري أن يتفق الناس على قيم مشتركة، و ذلك بغض النظر عن مرجعياتهم و قناعتهم … وبالإضافة إلى ذلك، فإن العولمة تبرز أن مشاكل  التلوث و البيئة والطاقة النووية تهم كل الشعوب وهي لا تقل أهميةً عن مشاكل النمو و التعليم و الولوج إلى المجال الثقافي. كما تكشف العولمة في الآن ذاته أن إيجاد  حلول للبعض سيكون على حساب  البعض الآخر بلا ريب.  فالفوارق الاجتماعية الهائلة بين الأثرياء والفقراء و فقدان الأواصر الأخوية التي تمس أحياناً بالنواة الأسرية والسلوك المفرط لفئة قليلة من الناس والذي من شأنه إلحاق الضرر بالبيئة و ازدياد مشاعر الإقصاء و العنصرية كلها ظواهر أفرزها غياب القيود وتراجع القيم الحميدة.
 إن اللقاء السنوي الثامن والعشرون لمسلمي فرنسا و الذي سينعقد هذه السنة من الثاني و العشرين إلى الخامس والعشرين من نيسان-أبريل- بمركز المعارض بال »برجي » سيكون  محوره الأساسي أخلاقيات الإسلام في مواجهة تحديات العصر، بمنأى عن الاستجابة للتحريضات و الاستفزازات لكن دون تجاهلها، و دون نسيان اللحظات العصيبة التي يعيشها مسلمو فرنسا بين المآرب السياسية من جهة و تشويه صورتهم من جهة أخرى . يتعين ترسيخ ما يمكن اعتباره ضرورة روحانية و وطنيةً في الآن ذاته و ذلك بالعمل على المصلحة المشتركة ، و دعم احترام القيم المثلى والأخلاق الفاضلة والسلوكيات النبيلة في جميع مجالات الحياة  

Aucun commentaire: