jeudi 23 juin 2011

كيف تختار حزباً سياسياً للاشتراك فيه

http://www.ekayf.com/sites/default/files/images/artices/parties.article%20image.jpg

لا شك أن ما حدث في منطقتنا العربية أدى إلى انتباه العديد من الفئات وخاصة الشباب ومن كان بعيداً عن بؤرة الاهتمام بالسياسة، فمن بين مظاهر طفرة التغيير في مستوى الاهتمام بالشأن السياسي كان تداول مصطلحات ومسميات لم تكن تحظى بهذا القدر من التكرار والاهتمام قبل ذلك ومنها مقدرات الشعوب، والأحزاب السياسية، والتنحي، والدستور، والأجندة السياسية، والأيديولوجية إلخ.
ولكن كان على رأس المصطلحات السياسية الأكثر تداولاً على الساحة ما يُعرف بالأحزاب السياسية وإنشاء حزب جديد والانضمام إلى حزب سياسي.

معنى كلمة حزب سياسي والهدف من إنشاء الأحزاب السياسية

تعني كلمة حزب في اللغة العربية أكثر من معنى وتشير إلى أكثر من دلالة، وقد أشارت كتب اللغة إلى هذه المعاني والمدلولات حيث جاء في معجم لسان العرب لابن منظور أن (الحزب هو جماعة الناس والجمع أحزاب وحِزْبُ الرجل أصحابه وجنده الذين على رأيه، والحزب هو كل قوم تشاكلت قلوبهم وأعمالهم فهم أحزاب وإن لم يلق بعضهم بعضاً) وهذا هو ما يعنينا من كلام ابن منظور وهو المدلول اللغوي الذي يشير إلى الجماعة والطائفة.
أما اصطلاحاً، فقد ذُكرت العديد من التعريفات لكلمة الحزب حيث نتجت هذه التعريفات عن الخلفية الثقافية والفكرية للمتحدث من الناحية الاجتماعية والسياسية له.
فعلى سبيل المثال لا الحصر عرّف الكاتب البريطاني إدموند بيرك (Edmund Burke) الحزب السياسي بأنه "مجموعة من الأفراد اتحدت بجهودها الذاتية لترقية المصلحة الوطنية على أساس مبدأ معين متفق عليه بين المجتمع"، وعرفه آخرون على أنه مجموعة من الأفراد تسعى للوصول إلى السلطة للاستفادة من ثمارها، وهذا في الحقيقة هو جوهر أهداف الأحزاب السياسية ويتفق المفكرون العرب مع هذا المعنى.

دور الأحزاب السياسية في الحياة العامة وفائدة الانضمام إليها

لا يخفى على كثير من الناس الدور الأساسي والمحوري الذي تقوم به الأحزاب السياسية في حياتهم العامة خاصة من حيث أنها تمثل القناة الأساسية التي يسلكها دعاة أي فكر أو توجه معين من أجل الوصول إلى الرأي العام، ولكي يحظوا بقبول ومساندة شعبية تمكنهم من حجز أماكن لهم في المجالس النيابية والتشريعية على اختلاف درجاتها واختصاصاتها ومن ثم اعتلاء هرم السلطة ثم أخيراً الوصول بفكرهم وتوجهم إلى مرحلة التطبيق العملي من خلال السلطات الشرعية لهم والتي يمنحها لهم الشعب إيماناً منه بمبادئ ذلك الحزب الذي يظهرون للناس من خلاله.

تتسابق الأحزاب السياسية في بسط وتبسيط أفكارها واتجاهاتها بين العديد من أطياف الرأي العام، وذلك لتستقطب أكبر عدد ممكن من المؤمنين بهذا التوجه والإطار الأيديولوجي الذي يتحرك الحزب السياسي داخله، يستلزم هذا السباق المحموم من كل حزب سياسي أن تكون له أهدافاً جوهرية تصب أولاً وأخيراً في مصلحة الوطن ومن ثم تعم الفائدة على الفرد الذي هو جزء من المجتمع، ويشكل اللبنة الأولى والأساسية في نسيج المجتمع الذي يعيش فيه. وبالنسبة للأحزاب الأخرى التي لم تحظ بفرصة تولي السلطة يكون لها دور محوري من حيث مراقبة أداء الحزب الحاكم وتقييمه وتوجيه النقد الموضوعي لأدائه وذلك بعدة طرق مثل تشكيل حكومة أو من خلال منابر الإعلام المرئي أو المقروء أو المسموع.


Aucun commentaire: