lundi 6 juin 2011

أنس جابر.. طفلة بعزيمة ألف رجل

http://sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc3/hs302.snc3/28695_1384047233867_1012564908_30942951_6062643_n.jpg
 
بقلم: جميلة القصوري 
عندما كانت الدمّاء تسيل في المتلوي وفي الزمن الضائع ما بين 14 جانفي وموعد الاستقرار المحتمل... وفي قمة أحباطنا بسبب الفوضى التي تتخبط فيها البلاد... وفي قلب ألمنا من المشي على الصفيح الحارق... وخلال مهرجان التهافت على ترديد الشعارات الجوفاء... وفي صميم أحداث اللا كرامة ما بعد ثورة الكرامة وعند اللحظة الصفر ما بين تهاوي الحلم بغد أفـضل وما بين أمل موارب... طلعت علينا أنس جابر... انبعثت من رماد وجيعتنا، فأهدت لتونس تتويجا تاريخيّا فأسعدتنا بقدر ما فاجأتنا وأربكتنا وجعلتنا نعيد التفكير في امكانية اعادة الاعتبار لحياتنا ولتفاصيلنا وخيباتنا. ظهرت أنس جابر على صفحة الأحداث العالمية وعندما تأملناها لم نصدق أن هذه البنية التي تتجاوز عتبات الطفولة بسنوات قليلة قادرة على تلقين الثورجيين والمناضلين الجدد والراكبين على الاحداث والأحزاب المتناطحة على السلطة ولكل الظواهر الكلامية درسا في معنى النضال الصامت وحكمة الانتصار على الفوضى وتجربة مزلزلة في المضي قدما رغم قوى الجذب الى الوراء. أنس جابر حالة بطولية نادرة وطفلة بعزيمة ألف رجل طلعت علينا من رحم الفوضى وأتون الصراع والمصالح فوزعت علينا جرعات من الامل اثبتت أنها محترفة في مجال الدعاية وخبيرة في فنّ تسويق صورة البلاد وأنه لو عــنّ لها أن تترشح للانتخابات فإنها لن تحتاج الى عقد مؤتمر ولا إلى طبع يافطات ولا إلى القيام بحملات الــترويج وأخرى للتــشويه، لأنها ستتــفوق ببــساطة وبكل أشكال المنطـــق على أقـوى الأحزاب فتحصل على أعلى نسبة مـن الاصــوات دون أن تكـــلف نفسها مشقة إلقاء الخطب ورفع الشـعارات أو حتى عـــناء الحــضور بحــرس خــاص أو بدونه. فأنس جابر ببساطة «بنية» بحثت عن طريقها ووجدته وهي في مقتبل العمر فنجحت في اقتلاع بطولة رولان غاروس لتشعل شموع عتمتنا وأثبتت أن التونسي قادر على تجاوز محنته ورفع علم البلاد في أكبر المحافل الدولية. أنس قالت كلمتها الكبرى وهي بعد غضة فحازت على أكبر المناصب دون أن ترفع شعارا واحدا ودون أن تمارس رياضة الضرب تحت الحزام ودون أن تلتجأ إلى أكثر الطرق قذارة للحصول على مكان لها تحت الشمس. فهل تبدو هذه الصراحة وقحة بعض الشيء... فلتكن ولكننا نجبر أحيانا على شرب أمرّ الادوية ان كنا نبحث عن الشفاء... ونحن نعلم والاحزاب أعلم. أنس... تألقت نجمة في سماء العالم وهي على حد علمنا غير منتمية لا يمينا ولا يسارا ولا وسطا... انس مجرد «بنية» لم تتجاوز ربيعها الـسادس عشر نجحت في التحليق عاليا ولم تعلق فــشلا محتملا على شمّاعة عهد الحديد والنار أو الــفوضى أو الفترة الانتقالية بكل ما تتخبط فيه من أزمات. انس أثبتت أن من أراد الابداع أبدع فكانت لها أسبقية الطّرح وأسبقية الرأي وأسبقية التبشير بأن المستقبل يمكن أن يكون ورديّا... رقص قلبي فرحا ككل التونسيين في لحظة انفعال غير مسبوقة ولم ينغص سوى شيئان... النزيف الحاد في المتلوي والبعض ممن حوّل وجهة هذا التتويج من الاعتزاز ببطولة أنس إلى الحديث عن قصر فستانها ... وكأن اللباس يصنع القديس ... فكيف يجرؤ هؤلاء على تجاهل الأصل.... وجوهر الانتصار واختصار هذا الحدث الاسطوري في شبر قماش؟   

Aucun commentaire: