mardi 2 août 2011

راشد الغنوشي: الدولة الإسلامية قائمة بالفعل في مصر وتونس وبنص الدستور والقانون


راشد الغنوشي: الدولة الإسلامية قائمة بالفعل في تونس
نقل موقع "أون إسلام" تصريحات مثيرة لزعيم حركة النهضة راشد الغنوشي حول قيام الدولة الإسلامية في تونس ومصر إذ قال...
"الدولة الإسلامية قائمة بالفعل في مصر وتونس وبنص الدستور والقانون، ولا حاجة للحديث عن إقامتها أو الخوف ممن يدعون لها"، هكذا رد الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإسلامية في تونس والأمين العام المساعد للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على مخاوف البعض من التيارات الإسلامية باعتبارها داعية إلى دولة دينية (كهنوتية).
 وقال الغنوشي الذي يشارك في مؤتمر "سمات الخطاب الإسلامي المعاصر" الذي نظمه مكتب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في القاهرة، إن الأولوية الآن لإقامة الدولة الديمقراطية وتشغيل الشباب للقضاء على البطالة وإعادة عجلة الإنتاج وليس الحديث عن تطبيق الحدود ولا فرض الحجاب ولا الحديث عن الولايات للمرأة والقبطي فمن حق الجميع الترشح لأي منصب دون تفرقة ولا تمييز".
 ورأى الغنوشي الذي شارك في جمعة "لم الشمل" بميدان التحرير والتي طغى عليها الوجود الإسلامي أنه لا يوجد ناطق باسم الألوهية في الإسلام والمجتمع المسلم هو المجتمع الذي يطبق صحيح الإسلام وليس للبحث عن كيفية عقاب الناس، بل كيفية توفير الحياة الكريمة للبشر وحفظ كرامتهم وحقوقهم، بحد قوله.
 وطالب رئيس الحركة العلمانيين والليبراليين واليساريين القلقين من الإسلاميين أن يعبروا عن قلقهم هذا عبر صناديق الانتخاب وليس عن طريق الإقصاء والتخوين أو التفزيع، معتبرا استخدام "الفزاعة الإسلامية" للتخويف عودة للخلف وإحياء سياسة المخلوعين "حسني مبارك وزين العابدين بن علي".
 وحذر الغنوشي من التقسيم بين الاتجاهات السياسية المختلفة علمانيين وإسلاميين ويساريين، قائلا: "الثورتين المصرية والتونسية في خطر من محاولات الحزب المنحل في البلدين وأصحاب المصالح الخاصة والمستفيدين من الظلم الالتفاف على الثورة والإجهاز على أهدافها ومطالبها، والتقسيم الآن يجب أن يكون الثورة في مواجهة قوة الردة والتراجع".
 دولة العدل
 وقال الغنوشي إن : "الدين والدولة مجتمعان في الإسلام ولا يفترقان، وإن سيدنا أبو بكر رضي الله عنه أنقذ المشروع الإسلامي من محاولات علمنته عندما وقف في وجه المرتدين مانعي الزكاة قائلاً: "والله لأقتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، أينقص الدين وأنا حي"، معتبرا استمرار محاولات علمنة الإسلام وتجريد الدين عن الدولة، هدفها تكبيل الدين والدنيا لصالح النفوذ الغربي، بحد قوله.
 وأضاف: "إن بناء دولة العدل يحتاج من الحركات الإسلامية لكي تضع مشروعها على قمة الريادة أن تكون صادقة فيما تفي به من الوعود، وأن تطبق الإسلام بمفهومه الحقيقي والشمولي والوسطي والمعتدل الذي يحقق السعادة للعالم كله دون مغالاة أو تفريط"، لافتا إلى أن مهمة المشروع الإسلامي هب إنشاء دولة توفر لكل مواطنيها حاجاتهم الإنسانية وحقوقهم دون تمييز لأحد.
 ودعا  الغنوشي إلى أن يحمل المشروع الإسلامي على عاتقه مهمة الضغط على الأنظمة؛ لتحقيق مطالب الثورات في القضاء على البطالة، والانتقال من مرحلة الشعارات إلى مرحلة البرامج؛ لحل مشكلات الناس، والأوضاع، والخدمات الصحية والتعليمية والنقل، وغيرها التي تعاني من الانهيار.
واستشهد بالنموذج التركي والغزي "الذي قدموا المشروع الإسلامي على أنه مشروع يحل مشاكل الناس، واجتازوا المنافسات الديمقراطية واثقين من أنفسهم؛ لأنهم تفوقوا على العلمانية بخطابهم الإسلامي الذي نفذ إلى كافة القلوب، وأوضح للناس الصعاب والتحديات التي تواجههم بصدق، لذلك صمد أهل غزة مع حماس".
 وشدد على أن فشل وعجز الإسلاميين عن بناء دولة الحق والعدل بأفغانستان يرجع إلى عدم وفائهم بالوعود التي أبرموها أمام أقرانهم في الحركات والتيارات الإسلامية والوطنية بتحقيق العدل، ولجوئهم لاستخدام العنف، ورفض الأفكار والرؤى والمذاهب الأخرى، واتساع الشقاق والخلاف بينهم داخليًّا ما أدى إلى نزع الله تعالى الخير الذي أتاهم ودفع القوى الغربية إلى احتلالهم.
 الثورات هبة الله
 وأوضح الغنوشي أن "الثورات هبة من الله لشعوبها، وأنها قامت من أجل التصدي للظلم وامتهان كرامة الإنسان، وتهميش الأمة عن أداء دورها في حماية أقطارها العربية والإسلامية، وخاصة قطاع غزة من الحصار الظالم المفروض عليه".
 وتابع أن الغرب عجز عن حماية مبارك وزين العابدين فهما كنز إستراتيجي لإسرائيل وأمريكا والمصالح الغربية واستطاعا أن يسكتا شعوبهم لفترة لتمرير المصالح الغربية، لكن الشعوب أثبت أنها أقوى من أي نظام وأقوى من الغرب ومخططاته، مشيرا إلى أن الشعوب العربية الثائرة التي تعمقت في نفوسها قيم الحرية لن تسمح بعودة الاستبداد إلى عالمها، ولو كان ممن يرتدي العمامة.
 وأردف قائلا إن شعار "الشعب يريد إسقاط النظام" الذي خرج من الثورة التونسية وتبعته المصرية لا يعنى إسقاط الدولة ولا هدم مؤسساتها، مشددا أن الإسلاميين أحرص الناس على بقاء الدولة ومؤسساتها، لأن انهيار الدولة يعنى انهيار الأمن واختلاط الأوراق وضياع الحصانات والكيانات الجادة.
وأكد الغنوشي أن العالم الإسلامي يمر بمرحلة صعبة وتحديات داخلية وخارجية تستلزم الوحدة ونبذ الفرقة والعمل من أجل مستقبل الأمة الإسلامية حتى لا تفشل الثورات العربية أو تنحرف عن مسارها، مطالبا جميع التيارات الإسلامية والفكرية في مصر وتونس بالتعاون وطرح الحلول والأفكار التي تنهض بالبلدين وتجنبهم الدخول في معارك من شأنها القضاء على الثورتين.

Aucun commentaire: